السلام عليكن ورحمة الله وبركاته
إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال عن طلب قراءة الفاتحة لنية معينة في القلب
الجواب :الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد :
أولا: لابد من العلم أن العبادات توقيفية بمعني انه يجب أن يعبد الله وحده ويعبد بما شرع في كتابه وعلي لسان رسوله وبفهم صحابته الكرام لا أن يعبد بالهوي أو الإستحسان دون دليل صحيح من الشرع المطهر وإذا علم ذلك فإن قراءة القرآن أو طلب ذلك من الغير هو عبادة فيجب النظر هل شرع ذلك بدليل صحيح، فعلمنا أنه ثبت أن الفاتحة هي السبع المثاني فمن قرأها قربة لله تعالي وابتغاء الأجر منه ومتبحرا في معاني آياتها دارسا لتلك المعاني من كتب التفسير الصحيحة فقد أحسن
ومن قرأها لمرض أصابه أو قرأها علي غيره رقية له فقد أحسن لأنه قد ثبتت الأدلة الصحيحة بذلك
ومن طلب أن يقرأها أحد الناس عليه يرقيه بها فقد خالف الأولي فإنه سبعين ألف من أمته صلي الله عليه وسلم يدخلون الجنة بغير حساب منهم الذين لا يسترقون (أي لا يطلبون من أحد أن يرقيهم ) وذلك من تمام توكلهم عليه سبحانه وأنهم لا يسألون الناس شيئا وإن إحتاجوا إليه فهم يكفيهم ربهم
أما أن يطلب أحد من الناس قراءة الفاتحة لنية في نفسه كرحمة لميت (كما يظن بعض الناس) أو من أجل شفاء مريض أو لنجاح طالب أو لأي حاجة يريد قضائها من حاجات الدنيا أو حاجات الآخرة فقد أساء وابتدع في دين الله ما ليس منه وقد قال صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) بمعني فهو مردود علي صاحبه غير مقبول وقال صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة في النار )